عقد منتدى الفكر العربي في مقره بعمّان لقاءً حواريًا حاضر فيه الدكتور وجيه قانصو، مدير المعهد الملكي للدراسات الدينية السابق، حول "إشكالية النقد في المجال العربيّ: كيف ينقد الفكر العربيّ ذاته"، وشارك في اللقاء الذي أداره الدكتور عامر الحافي مستشار المعهد الملكي للدراسات الدينية عددًا من مثقفون والمعنيون في الفكر العربي الحديث والمعاصر.


أوضح د.وجيه قانصو في حديثه أن الفكر ليس أمرًا ينجز لمرة واحدة، بل هو في صيرورة وارتقاء مستمرين للوصول إلى مجالات بحثية جديدة، وأنه يمر بمراحل ومستويات تكشف له عددًا من الثغرات والمشكلات، الأمر الذي يؤدي إلى اتساع مداركه ومعارفه ويعينه على إيجاد قواعد جديدة مغايرة لقواعد تفكيره السابقة.

وأشار د.قانصو إلى أن الفكر لا يتطور خارج إطاره المعرفي، وأنه يحتاج إلى نشاط وممارسات نقدية ومراجعة دائمة لذاته وبديهياته، مؤكدًا أهمية أن يبدأ المثقف العربي بنقد ومراجعة حقيقية للفكر بعيدًا عن الإيديولوجيا والقوالب الفكرية والمفاهيم الجاهزة التي فرضت عليه للوصول إلى تجديد الفكر نفسه، وليس لإضافة مكونات جديدة على الفكر الحالي.

وأضاف د.قانصو أن النقد جزء من التفكير وليس أمراً طارئاً عليه، وأنه يمر بأربعة مراحل للوصول إلى التطوير المستمر، المرحلة المنطقية، والمرحلة التجريبية، والمرحلة الذاتية، والمرحلة الإبستمية، وأن النقد في الفكر العربي بدء بخطوات صغيرة إلا أنه لم يأخذ حقه في المؤسسات والخطابات العربية، وأن مقترحات التي وضعت للنهضة كانت منفصلة عن الواقع الأمر الذي فرض عودة الفكر على ذاته.

وتناول د.عامر الحافي في حديثه أهمية النقد والمراجعة للفكر العربي في إصلاح الواقع العربي المعاش، وضرورة العمل على تعزيز النقد كعملية منهجية لصياغة المشروع العربي النهضوي المعاصر في ظل ما هو معاش اليوم، والانتقال من نقد الأفكار إلى نقد المنظومات الاجتماعية.

وأكد د.الحافي ضرورة الإلتفات والعمل على نقد التراث الديني والثقافي لتطوير نظرتنا للهوية العربية،  والعمل على نقد توظيف الاختلافات الدينية لتحقيق المصالح السياسية، وتعزيز العمل على نقد المشروع الصهيوني من حيث تأثره في الاتجاهات الفكرية في العالم العربي.
هذا وجرى نقاش موسع بين المحاضر في اللقاء والحضور حول القضايا التي طُرحت.  

يمكن متابعة التسجيل الكامل لوقائع هذا اللقاء بالصوت والصورة من خلال الموقع الإلكتروني لمنتدى الفكر العربي www.atf.org.jo وقناة المنتدى على منصة YouTube.