يحتاج ملالي طهران إلى من يذكرهم دوماً بالمثل القائل (إذا كان بيتك من زجاج فلا ترمي «جيرانك» بالحجارة)؛ لأنها سترتد لكم في الوقت المناسب، ويحطم حجركم هذا الهرم الزجاجي الذي شيدتموه في طهران بالتآمر والغدر والتحريض والانتقام الطائفي.
عملاؤكم الذين زرعتموهم في عمق عالمنا العربي تحت مسميات مختلفة وهدفها واحد وجدت لإثارة الفوضى والتخريب والدعوة الخبيثة إلى تقسيم الموحد جغرافياً، وتفكيك وحدة الشعب الخليجي العربي بفرقة الفتنة الطائفية، وامتدت أذرعكم الشيطانية حتى أقصى شرق جزيرتنا العربية؛ لتزرعوا أفكاركم المرفوضة والغريبة بين أشقائنا الشعب البحريني والكويتي، وفي اليمن الذي كان سعيداً قبل توغل عملائكم بين جذوره ومكوناته السياسية لتحريض مجموعة متمردة على الشرعية سميت بمليشيات الحوثيين الإرهابية ورافقها طمعاً باسترجاع السلطة المفقودة لـ«طالح» المعزول؛ ليتمردوا على الشرعية الوطنية، وتعريض اليمن العربي لويلات الحرب الأهلية. ومحاولة دعم الشرعية فرضت خيار الحرب على قوات التحالف العربي التي لبت نداء النجدة القومية التي وجهها الرئيس الشرعي عبدربه منصور هادي، ولبى النداء بشجاعة الفرسان أخوه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وأشقاؤه زعماء دول مجلس التعاون الخليجي، وانطلقت قواتنا المنصورة بأذن الله بعاصفة الحزم؛ لإعادة الشرعية إلى اليمن العربي الشقيق.
الشعب الإيراني الإسلامي الصديق الذي تسلط على مقدراته مجموعة الملالي من أتباع ولاية الفقيه. والذين بدؤوا عهدهم بتنفيذ الإعدامات لكل معارض لنهجهم الطائفي، ونصبت المشانق على أعمدة الكهرباء لاغتيال كل وطني معارض لطريقتهم الانتقامية المستندة على إقصاء كل المعارضة بطرائق فاشية وحشية، وكانت أرضنا العربية المغتصبة في إمارة الأحواز مسرحاً مؤلماً لهذه المأساة اللاإنسانية وتزينت أعمدة مدن الأحواز بجثث الشهداء من الوطنيين الأحوازيين العرب، الذين وقفوا صفاً واحداً ضد التصفية الطائفية التي نفذها ملالي ما يسمى ظلماً بـ«الثورة الإسلامية». 
إمارة الأحواز العربية جوهرة الخليج العربي وهبها من لا يملك لمغتصب غازٍ لا يمت بأي صلة تاريخية ولا قومية ولا أي امتداد شعبي مع مكونات الأحواز العربية، فقد سلبت ثمناً لصفقة استعمارية بتوقيع السير برسي كوكس الحاكم البريطاني في الخليج للملك الفارسي رضا بهلوي مقابل وضع البترول المستخرج من أرض الأحواز تحت ملكية الشركات البريطانية مدة مائة عام تبدأ من عام احتلالها عام 1925م من القوات الإيرانية ثمناً للمشاركة في الحرب القائمة بين الحلفاء والقوات الروسية المحتلة لنصف إيران، وإثر تحقيق النصر على الروس منحت إمارة الأحواز (هدية النصر) إلى الشاه رضا بهلوي، ونُفي أميرها الشيخ خزعل الكعبي إلى طهران ولقي حتفه هناك بعد عام مسموماً في معتقله. ونفذت حركة فارسية كبيرة التغيير الديموغرافي لكل مدن الإمارة العربية، مع تغيير أسمائها بأخرى فارسية لطمس جذورها العربية، فالعاصمة الأحوازية «المحمرة» أصبحت «خرم شهر»، ومدينة البترول «عبدان» حولت إلى اللكنة الفارسية «آبدان»، وإمارة «الأحواز» العربية إلى «خوزستان»، وقد وصفها الرئيس الأسبق محمد خاتمي بأنها أم إيران التي تغذي كل إيران بالمحاصيل الزراعية، وتعتمد عليها أيضاً بتمويل الميزانية الإيرانية بنسبة 75% من إيرادات حقولها البترولية، وكما قال خاتمي: «إيران تحيا بخوزستان».
كانت القضية الأحوازية مرتكز الخلافات الإيرانية العراقية منذ تأسيس الدولة العراقية 1921م لارتباطها التاريخي بولاية البصرة والترابط الاجتماعي بين المنطقتين كان ولا يزال وثيقاً، فمعظم القبائل في الأحواز عربية أصيلة تنتمي في جذورها للقبائل المجاورة لها في العراق والكويت والبحرين، منها بنو كعب وبنو مالك وربيعة أبناء وائل وبني خالد وبني تميم وغيرهم الكثير من الأصول العربية، وتعرض الشعب الأحوازي لظلم وتسلط الفرس الصفويين، وعوملوا بالحديد والنار، ومنعت اللغة العربية في مدارسها، وكذلك تسمية أبنائهم بأسماء الخلفاء الراشدين، وهدمت أو حولت مساجد أهل السنة إلى الحسينيات، وتعرض الأهالي إلى حملة لا إنسانية من التفريس بإنشاء مستوطنات فارسية جلبت من أقصى إيران للعيش في الأحواز، ومنحهم أراضي زراعية واسعة اغتصبت من أبناء أهل السنة بعد أن هاجروا هرباً إلى البصرة وغرب الخليج العربي حفاظاً على أرواحهم وأعراضهم ودينهم.
إن الأعداد الألفية من شهداء عروبة الأحواز يعطي إيجابية مبشرة وأملا بتمسك هذا الشعب المغتصب بحقوق وطنه المشروعة بالحرية والاستقلال عن الاستعمار الفارسي، وقد عومل بكل قسوة ووحشية وأودع الكثير من الأحوازيين السجون، والتعرض لصنوف الإهانة والتعذيب. هذه المقاومة البطولية تذكرنا بثورة المقاومة الأحوازية عامي 2005 و2011، حيث قاوم أبطال المقاومة رجال النظام الفارسي، وحدثت تصادمات مع قوى الأمن في شوارع المدن وأروقة الجامعات ذهب المئات من رجال المقاومة شهداء دفاعاً عن وطنهم المسلوب.
المقاومة الأحوازية الوطنية لا بدَ أن تقتدي بخطى الثورة الجزائرية، بتشكيل جبهة التحرير الأحوازية وتوحيد الهيئات والمنظمات المعادية للاستعمار الفارسي، تحت منظمة واحدة لمقاومة الاستيطان الاستعماري الفارسي، فالأمل بالله ومن ثم قوى المقاومة الأحوازية أن تتوحد بجبهة واحدة لتنفيذ الهدف السامي لنيل الاستقلال والتخلص من الاستعمار الفارسي.
جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي ومجلس التعاون الخليجي الجهات المعنية أكثر من غيرها لنصرة الشعب الأحوازي وتبني قضيته الوطنية العادلة بعرضها إقليميا ودولياً، وتقديم الدعم المالي واللوجستي للمقاومة الأحوازية لنيل حقوقها المشروعة بالحرية وإعلان دولته المستقلة، ودعمها إعلامياً بفتح المجال الفضائي بإنشاء قناة فضائية ومنحها مساحة واسعة لعرض قضيتهم العادلة.... ولا بدَ من مناصرة الشعب العربي الأحوازي ضد سلطة الملالي في طهران وقم، وإنهاء سياساتهم التحريضية الطائفية بالتوجيه الإعلامي المضلل من أكثر من ستين قناة طائفية، مهمتها الرئيسة نشر الفتنة الطائفية بتوجيه من سلطة الملالي لحرمان كل صوت عربي ينطلق من الأحواز السليبة بالمطالبة بحقوقه الإنسانية، وتعرضه للتهميش والتسلط وسلب ثروات وطنهم وإهمال منطقة الأحواز وتركها من دون أي اهتمام تنموي، وتعيش سلة غذاء إيران ذات الأنهر الخمسة حالة من التخلف الاقتصادي والاجتماعي، والضمير العربي أولاً والعالمي بمنظماته السياسية والإنسانية في غفلة النسيان عن هذا الوطن العربي السليب.. القضية الأحوازية ورقة عربية ثمينة، فهل ندرك حسن استخدامها نحن عرب الخليج العربي المستهدف من الحجر الإيراني؛ لنعيد الحجر الفارسي إلى هرمهم الزجاجي في طهران وبأيدي أشقائنا أبطال انتفاضة الأحواز العربية وتعود هذه الأمارة السليبة إلى بيتها الخليجي العربي.
* عضو مجلس أمناء منتدى الفكر العربي. 
عضو الهيئة التأسيسية للحوار التركي العربي
عضو هيئة الصحفيين السعوديين
abdulellahalsadoun@gmail.com