فضاؤنا العربي الواسع ضاق بالعدد المزدحم الهائل بالقنوات الفضائية المختلفة المصدر والهدف وسخرت أكثرها لتنفيذ أجندات إقليمية ودولية معادية لوحدة أمتنا العربية وبث البرامج المخطط لها لتكون الخميرة الفاسدة المحرضة والموقظة للفتنة الطائفية مستخدمة آليات رخيصة ومأجورة تركز في توجيهها لحقن السموم بعقل المسلمين السذج في منطقتنا الإقليمية محركة أركان الصراع والانتقام المذهبي الطائفي الذي ينخر بالجسد العربي الواحد في سوريا والعراق بتحريك هذه النفوس المضللة لدفعها نحو الاغتيال والتهجير والاغتصاب تنفيذًا لمنهج الانتقام السياسي والطائفي والذي تظهر بصمة التحريض والدعم الإيراني واضحة في ساحة الأجرام الإرهابي للمليشيات والعصابات المتطرفة والتي تعرض لها الأشقاء أبناء الشعبين الصابرين السوري والعراقي، ولا بُـدَّ من التصدي لهذه الفتنة القاتلة والشبيهة بالنار بالهشيم الآكلة الأخضر واليابس، وليكن شعار إعلامنا العربي الشريف الحقيقة الشفافة مع الالتزام التام بميثاق الشرف الإعلامي لمكافحتها ونبذها، وذلك بنشر المحبة والأخوة الإسلامية والتمسك بالوحدة الوطنية الخليجية وترسيخ معنى التحذير من الطائفية والابتعاد عن اجترار حكايات غير مسندة إلى صراعات مذهبية مضى عليها الدهر ولأكثر من أربعة عشر قرنًا من الزمن مستخدمين الوسائل العلمية الحديثة لتوسعة نطاق الأمن الفكري وتبني خطاب إعلامي عابر للطائفية والعرقية لحصانة مجتمعاتنا من الإرهاب الوليد غير الشرعي للتصارع الطائفي.
لقد بلغ عدد القنوات المأجورة أكثر من سبعين قناة وليدةً من قناة العالم والكوثر والمنار وأخواتها الباقيات والتي تهدف إلى تفجير الفتنة الطائفية والتحريض على الإرهاب وتفكيك الوحدة العربية ومسح هويتها بخلق مسببات كاذبة للنزاع والتباعد العربي وللأسف المحزن أن ثماني منهم تبث في فضائنا الخليجي وبتمويل وإشراف رجال أعمال وسياسيين خليجيين طائفيين مرتبطين بعلاقات مشبوهة بالدوائر الاستخبارية الإيرانية. ولكنهم مهزومون لصلابة التلاحم الوطني وقوة الالتفاف الشعبي بقيادته المخلصة. 
ولا بُـدَّ من مجابهة هذه الحملات التي عمادها الكذب وتشويه الحقيقة والمنفذة من قبل أجهزة استخبارية في طهران ويعاد صداها من قبل أبواق عميلة مأجورة في وطننا العربي، وهدفها إشاعة حالة من عدم الأمن والاستقرار في منطقتنا الخليجية العربية، وتخريب مكاسبنا السياسية والاقتصادية والاجتماعية مرتكزين على قاعدة (فرق تسد) المنبوذة.......، وقد أدرك قادتنا المخلصون في دول مجلس التعاون للخليج العربي مدى وأبعاد خطورة هذا التوجه الإعلامي العدائي على مجتمعاتنا الخليجية وضرورة إيجاد استراتيجية إعلامية خليجية موحدة، وتمت التوصية بذلك لتطبيقها وتنفيذها بين 2010 - 2020م وحدد وزراء الإعلام الخليجيون أهداف هذه الاستراتيجية الملزمة لأعضاء مجلس التعاون الخليجي والتي نتمنى ونتطلع لموعد ظهورها للتنفيذ والتطبيق بعد طول سبات في الدهاليز المبردة لتشارك بتعميق مفهوم وحدة المواطنة الخليجية، وترسيخ هويتها العربية الإسلامية وتقوية أواصر التكامل والتوحد بين شعوبها وتكون الآلية التنفيذية لبلورة محيط هذه الأهداف العريضة الأجهزة الإعلامية الرسمية في الدول الخليجية ومعهم اتحاد الصحافة الخليجية المؤسسة المهنية الوحيدة كوجه إعلامي خليجي والتي تجتمع كل سنتين، وهذا لا يفي لمواجهة ومجابهة هذه الحملات الشرسة المستمرة على مجتمعنا الخليجي، ومع أخذ التطور الفني السريع في أجهزة الايصال الإعلامي في قنوات فضائية وتواصل إلكتروني يجعل من الصعب رصد ومتابعة البث الإعلامي العدائي والموجه ضد منطقتنا الخليجية، ومن جانبنا، نعتمد الوسائل الإعلامية التقليدية من صحف يومية وقنوات رسمية تعيش ضمن دائرة البيروقراطية الإعلامية باعتماد أسلوب اللجان وتعدد أصحاب القرار الإداري والإعلامي، وهذا لا يتناسب مع سرعة بث الحدث وتفنيده والتأثير في تحويل تأثيره السلبي للرد الايجابي بعد ملاقاته بالحقائق من أجل مسح أثره المعادي على الرأي العام العربي والخليجي، وقد يكون ذلك أنفع مهنيًّا مع تشكيل هيئة دائمة استشارية خليجية متفرغة كآلية حديثة لمتابعة تنفيذ هذه الاستراتيجية الإعلامية العامة التي أصبحت في عالمنا الحالي سلاحا قويا يستخدم دفاعيا وهجوميا عند الحاجة لصد كل الحملات العدائية المغرضة أين كان مصدرها، والمستهدفة أمن واستقرار خليجنا العربي، ومرتكزة على ثوابت ديننا الوسطي الحنيف، ووحدة شعوبنا الخليجية واعتماد الصدق والشفافية في نقل وعرض الحدث والخبر وكشف كل الحملات المفبركة الكاذبة المستهدفة لأمن ومكاسب مجتمعنا الخليجي، وتسخير الآليات الإعلامية المهنية الحديثة فصناعة الإعلام الجديد المعتمد على الثورة الإلكترونية والتي أصبحت سلاحًا فعالا في محاربة أعدائنا الإقليميين والدوليين والابتعاد عن البيروقراطية الإعلامية المعيقة للحركة السريعة وذلك لتسابق الأحداث المتسارعة من حولنا، مع التحلي بالجرأة والمبادرة في تجفيف منابع كل المنافذ الإعلامية المعادية وتشجيع ودعم القنوات الأهلية الخليجية الوطنية والاعتماد على مكاتب الدراسات الاستراتيجية الإعلامية في خليجنا العربي كمصدر مهمّ للتحليل الاستباقي لكل الملفات الأمنية والسياسية بتقديم بحوثهم ودراساتهم ضمن تقاريرهم المهنية وتهيئة المناخ المناسب لهم ودعم مشاريعهم ماليًا لتوسعة محيط أعمالهم المهنية لأهميتها في المشاركة بتقديم الرأي الصادق الصحيح لصاحب القرار السياسي للاستئناس بمحتواه.
وكلي أمل بزملاء المهنة الذين دفعتهم ظروفهم الخاصة للهجرة نحو المراكز والقنوات الإعلامية الأجنبية في جوارنا الإقليمي بالعودة إلى دفء الوطن الموحد لتأدية الواجب نحوه وترسيخ الوحدة الوطنية الإعلامية في هذا الظرف الصعب لنحمل أقلامنا متوحدة مع بنادق مقاتلينا الأشاوس في ميدان الشرف بكلمة وطنية شريفة تساندهم ومنسجمة ومتكاملة مع جهود قيادتنا المخلصة للدفاع عن حقوق خليجنا العربي وحمايته من كل طامع حاقد إقليميا ودوليا. 
وإني أناشد ممثلاتنا الدبلوماسية الخليجية وملحقياتها الإعلامية في جوارنا الإقليمي بوقفة شجاعة مماثلة للدعاوى القضائية المقامة من قبل سفير خادم الحرمين الشريفين في الكويت والقضاء البحريني ضد المتطاول الدعي الدشتي والذي رفعت عنه الحصانة البرلمانية ليلقى جزاءه العادل لعمالته وإساءاته المستمرة ضد رموزنا الوطنية.
وأتمنى أن يتعدى ذلك ليشمل كل نباح في القنوات الطائفية الصفوية المأجورة لتقدم إلى القضاء وتلاحق قانونيا لتأجيرهم من قبل أسيادهم في اطلاعات الإيرانية للإساءة للعلاقات العربية العربية بخلق الأكاذيب والافتراءات وتردديها كالببغاوات بعيدة كل البعد عن شرف المهنة الإعلامية وذلك خدمةً للخطاب الاعلامي والسياسي الإيراني ولا بُـدَّ اللجوء إلى سلطة القانون المنظم للبث الفضائي لإلجام هذه الألسن القذرة وللأبد ليصفو فضاءنا العربي الخليجي من قنواتهم الطائفية.

* عضو هيئة الصحفيين السعوديين - عضو الهيئة التأسيسية للحوار التركي العربي - عضو منتدى الفكر العربي.
abdulellahalsadoun@gmail.com