جاء في رواية لابن حبان أن النبي العربي الهاشمي محمد صلى الله عليه وسلم قال: {فاستوصوا بأهل مصر خيراً فإنهم قوة لكم وبلاء على عدوكم بإذن الله}. وكان الصحابي عمرو بن العاص يحبه القبطي قبل المسلم لحمله رسالة الإسلام راية السلام والمحبة بين البشر.
مصر أرض الكنانة، والمجد العربي، بكل تاريخها ورموزها.. مصر الأدب ومنارة الثقافة والشجاعة، والتضحية العربية، ولا أريد أن أحرك في ذاكرتكم بلد الأربعة حروب من أجل استرداد الحق الفلسطيني في ترابه، ووطنه اللذين نسيه كل العرب وتركناه ليتاجر به مجرمو «فيلق القدس» وجلادهم سليماني.
نرفض نحن العرب أن نكون ضحايا لوسائل التواصل الاجتماعي وثورة الاتصالات ونرفض أيضاً أن نكون المتلقي الوحيد جغرافياً لفتن التويتر والفيس بوك وأخواتها، فيكفينا ما جاءنا من هبوب اللهيب العربي الذي خلصنا من الدكتاتورية، وهدم كل مؤسسات دولنا المنكوبة، وذاب جسدها الذي أضناه هذا الوباء لتحيله إلى دولة أشباح متنافرة متقاتلة، حتى آخر رصاصة قدمها الجوار الطامع وتجار السلاح الدوليون بوبائه، وغدت دولاً بالمسمى فاشلة من دون جيوش تحمي عواصمها وتحول قرارنا السياسي ليصبح بيد روسيا وأمريكا وحتى إيران!! 
واليوم نتمنى أن يتطابق القرار المصري والعربي دوماً كما كان في كل تاريخه الناصع في الوطنية والتضحية، وتخيب نبوءات بن جوريون حين أكّد أن ضمان أمن إسرائيل لن يكون بامتلاكها القنبلة الذرية بل أن تسعى بجهود عملائها لتفتيت جيوش سوريا والعراق ومصر!! وتولى النائحون من بوم التويتر، والفيس بوك (البعض) المهمة التي بشر بها بن جوريون لينعقوا في خرائب التخريب العربي بزرع فتنة الفرقة والعداء بين شعب مصر، وأشقائه العرب وتخطى ميثاق شرف مهنة الإعلام بفصوله المتعددة الملزم باحترام شعوب ورموز عالمنا العربي، والابتعاد عن زرع شوك الفتن والتآمر على طريق المسيرة العربية التوحيدية والتي أحوج ما تكون منا إليه الآن التمسك بوحدة الرأي والسير من خلالها نحو أمن أمننا وسلامنا القومي.
وللمخالفين في الرأي، الغافلين عن الحقيقة، أذكرهم بأن الكلمة مسؤولية، وليس من السهل كما يتوهم بعضهم أن ركوب الموج الهائج سهل من دون إمكانية الغرق، وذلك من خلال تجديفهم عكس التيار، فلن ينفعهم وأسيادهم ترويج الشائعات، ورسائل التواصل الاجتماعي الهادفة نحو الفتنة المفرقة لدولنا العربية وتشتيت مواقفها الوطنية والإقليمية والدولية، لأنّ بحر الأخوة العربية عميق لا يستوعبه التنظير الآيديولوجي أو التناحر المذهبي والنعرات الطائفية وليتأكّدوا أنهم بأكاذيبهم المفبركة لن يجنوا من خيراته ودرره إلا الخيبة والاستنكار، وأنهم سيبقون من دون طوق نجاة يصارعون موج الحقيقة إلى أن يلفظهم بحرها مع زبده وفضلاته نحو ساحل الندم والخذلان.
إن قياداتنا المخلصة في دول خليجنا العربي بنظرتها الحكيمة اليوم تدرك الأهمية الكبرى للعلاقة مع الشقيقة العزيزة مصر العربية وحبها وتقديرها لشعبها الأصيل وارث الحضارات العريقة أكثر من سبعة قرون، وتقدر ريادته العربية في إهداء التعليم والثقافة والأدب، ونتاج أول مطبعة في الشرق لكل العالم العربي.. إنها سلسلة وشائج قوية ومتينة لعلاقات وطيدة استراتيجية ثابتة الرواسي تسعى متشابكة من أجل تخطي كل المعوقات المصطنعة في خطة طريق مشتركة وقد يكون عتب التعاضد الهادف نحو التضامن مقبولاً من هنا وهناك. 
إن الأحداث الصعبة التي مرت على عالمنا العربي -ومازالت قائمة- تدعونا نحن العرب إلى عدم إعطاء الاهتمام لكل مصدر للإشاعة ممن يحرث في مياه البحر الأحمر وخليجنا العربي بخبث بقصد التفرقة ومحاولة إشاعة مبرراته الواهية لوضع خطط الفتنة بأمور جانبية تدور في دائرة الشؤون الداخلية لمصر، مع ثقتنا واحترامنا لقرار الشعب العربي المصري والمتطابق دائماً مع المصالح العربية العليا، ومن يحاول التشكيك بصدقه لن يحصد إلا الخيبة، والرفض لإغراءاته الشيطانية ومزاعمه المفضوحة بتقديم مليارات وأفواج سياحته طائفية مشحونة تذهب إلى مصر، فليعش هؤلاء المتآمرون على أمتنا في سراب خيالهم الأزرق، فلن يحصدوا في النهاية إلا زبد البحر.
إن شعب مصر العربي وشقيقه الشعب العربي الخليجي يصيغون مرحلة عليا من التكامل مع تعانق تام لعلاقاتهم من حيث العمق الاستراتيجي بينهما، متجهين بمسيرتهم المباركة لنصرة وخير الشعبين الشقيقين وأمتنا العربية، ولن تؤثر أكاذيب الشائعات المغرضة بأحداث الفرقة مهما ناح «النائحون» ونحت الناحتون، وغردت بوم الخرائب البائسة وسيبقى خليجنا العربي مسانداً أميناً للشقيقة مصر وشريكاً قوياً لقاهرة المعز في طريق التضامن العربي. ومن يحاول التشكيك بصدق ذلك لن يحصد إلا الخيبة والندم بإذن الله، فلا مصر بدون أشقائها العرب، ولا عرب بدون شعب مصر.
تحية أخوية وسلام من مواطن عربي خليجي لأشقائنا أبناء الشعب العربي المصري الكريم، وجيشها القوي المظفر جيش أمتنا العربية.. مع الفخر العربي بسجل التفوق الفكري لهذا الشعب الأصيل لحيازة مبدعيه وعلمائه النوابغ جوائز نوبل بالأدب والعلوم والسلام. 
* عضو مجلس أمناء منتدى الفكر العربي. 
عضو الهيئة التأسيسية للحوار التركي العربي
عضو هيئة الصحفيين السعوديين