تشكل الزيارة المهمة لجلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين لأخيه خادم الحرمين الشريفين سلمان بن عبدالعزيز آل سعود في هذا التوقيت الحساس الذي تمر به أمتنا العربية والتداعيات المتسارعة في محيطنا الإقليمي وما يجري في جوارنا العربي في العراق وسوريا الشقيقتين وازدياد التدخل والتحريض الإيراني أصبح علنيا بأطرافه العسكرية من أفواج حزب الله الإرهابي وشركائه في التخريب والقتل والانتقام الطائفي في العراق والمسماة بالعصابات المتمردة على السلطة الشرعية للحكومة الاتحادية العراقية بل تأتمر بتوجيه الجنرال الإيراني قاسم سليماني وأعوانه من رؤساء المليشيات المتخذة من فصائل الحشد الشعبي ومحاربة داعش الإرهابية غطاءً لجرائمها في السلب والسرقة والاغتيال على أساس اللقب والاسم لتصفية إخواننا من أهل السنة في سوريا والعراق وكلنا أمل بالزيارة الملكية التاريخية للعاهل الأردني ونتطلع إليها لتشكل حدثًا مميزًا عربيا ودوليا مع ترقب كبير للنتائج المباركة التي ستحققها في المجال الثنائي بين البلدين والمحيط العربي والإقليمي.
ويبرز الدور والجهد السعودي الأردني المشترك لإيجاد رافعة قومية لإزالة أنقاض هذه الحروب الأهلية التي تراكمت بعد ما يسمى باللهيب العربي لتشكل سلسلة متقدمة من الملفات السياسية والاقتصادية الهامة ليحقق الدور الأردني السعودي بداية مراحل الترميم للكيان العربي الذي تعرض للتصدع بفعل هجمات الإرهاب الداعشي المبرمج في جسم الوطن العربي.
الأمن العربي القومي يحتل مجالاً مهمًّا من جدول أعمال هذه الزيارة التاريخية، فالمملكة العربية السعودية التي استطاعت قيادتها المخلصة عربيا أن تجمع معظم الدول العربية والإسلامية في تعاون عسكري مثالي من حيث الاستجابة والخدمات الميدانية اللوجستية مما نال إعجاب وتقدير الدول المتقدمة في المجال القتالي ترجم هذا التحالف الإسلامي تمارين رعد الشمال والتي شارك فيها جناحا القوة والأمن العربي القوات الأردنية والسعودية مع الأشقاء من العالم العربي والإسلامي وسيكون التعاون العسكري من ابرز الاتفاقات الخيرة التي تأتي بها هذه الزيارة المباركة للملك الهاشمي للرياض التي تكن لجلالته وللشعب الأردني الشقيق كل الاعتزاز والمحبة والثقة لتاريخ العلاقات العميقة الصادقة بين البلدين الشقيقين منذ مرحلة التأسيس للدولتين والتاريخ يذكرنا بالعلاقة المتميزة بين الشقيقين جلالة الملك الراحل عبدالله بن الحسين طيب الله ثراه والإمام المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود أسكنه الله جناته، واليوم نرى نتائج هذا الموروث المتكامل في علاقات البلدين الشقيقين وليشكل هذا التعاون والتكامل العسكري الموجود فعلاً قوة مضافة للأمن القومي العربي أمام التهديدات الإقليمية والدولية والمبني على أساس أمن وسلامة الأردن والسعودية كل لا يتجزأ.
وما تم التوقيع عليه من الاتفاقيات الثنائية في حضور العاهلين الكريمين في المجالات الثنائية لتشمل الشؤون السياسية والاقتصادية والتعاون العسكري للوصول إلى حالة التكامل الاقتصادي بين اقتصاديات المملكتين الشقيقتين والاستثمارات السعودية في الشقيقة المملكة الأردنية الهاشمية في مجالات السياحة والعقار والصناعات المختلفة والتي تصل إلى عشرة مليارات دولار، وهناك تشجيع وظروف جذب للاستثمار السعودي في كل المجالات الاقتصادية في الاردن والذي أتمنى على المجلس الاقتصادي الأردني السعودي المشترك التحرك نحو توجيه الاستثمار السعودي الخاص ليصل حجم الاستثمار مضاعفًا بحدود عشرين مليار دولار وبالذات في هذه الفترة التي تتوجه الحركة السياحية نحو السياحة الأثرية والعلاجية والتعليمية والاصطياف الموسمي مما تحرك عجلة الاستثمار السياحي في البحر الميت والعقبة وعمان العاصمة وقد نشطت اللجان الأردنية السعودية الرسمية والتي تضم العديد من الخبراء الاقتصاديين الرسميين والقطاع الخاص لرسم خريطة التعاون والتكامل الاقتصادي السعودي الأردني قبل زيارة الملك عبدالله الثاني للرياض والتي ستدرج نتائجها ضمن الاتفاقيات العديدة والتي وقعت بين البلدين الشقيقين أثناء الزيارة الملكية الكريمة.
وهناك ملف مهم عربيا وإسلاميا أتمنى أن يصل إلى مراحله النهائية بالمشاركة الاستراتيجية المتميزة بالمملكة الأردنية ودول مجلس التعاون العربي في مشاركة الأردن الشقيق في كل الفعاليات السياسية والعسكرية والاقتصادية بدرجة مميزة وأن نرى أشقاءنا في الأردن الشقيق بين أعضاء مجلس التعاون الخليجي العربي ليشكل هذا الوجود قيمة أضافية وقوة فعالة لحماية وصون الأمن القومي العربي. 
 * عضو مجلس الأمناء لمنتدى الفكر العربي
عضو ملتقى الحوار العربي التركي
عضو هيئة الصحفيين السعوديين